من أنا

صورتي
السعودية, الرياض, Saudi Arabia
أنا ألف مخلوق غريب في جسدْ.. أنا كل هذا الكون حينا..ثم حينا.. لا أحــــــدْ.

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

كرسي اعترافي





أولُ التاريخ..
آخرُ شرفةٍ للعشقِ..
خاتمةُ المطـافِ..
إنها بلدي..
ومثلي أدمنتْ قهرَ المنافي.
كرنفالُ الوردِ..
قرآنُ البنفسجِ..
ضحكةُ الفردوسِ.. زقزقةُ القوافي.
كعبةُ العشاقِ..
كم تحلو بغوطتها ابتهالاتُ الطوافِ.

إنها بلدي..
وأطعمتِ البلادَ جميعهَا قمحَ الحياةِ..
وأهلُها الأخيارُ في زمنِ الكفافِ.

أولُ الحبر..
ارتعاشُ الحرفِ في ورقِ الشغافِ..

يومَ كانتْ ..
لم تكنْ دنيا..
ولا كانتْ حقولُ الأرضِ يانعةً..
ولا ارتفعتْ على الراياتِ رفرفةُ العفافِ..
أهلُها كانوا ملائكةَ الترابِ
النبضُ أجنحةُ الشعور
وياسمينُ شآمها المجروحُ..
مجمرةُ القطافِ..

النهرُ أولمَ للرياحِ ضميرَهُ الدفاقَ..
فارتفعَ النهارُ على الضفافِ..
حينَ كانتْ شمسُنا الفرحَ اللعوبَ..
تحوكُها في الفجرِ أرملةُ السحابِ
على قدودِ بناتها البيضِ اللطافِ.

كلُّ شمسٍ في سماءِ الكونِ
كانتْ محضَ أحجيةٍ..
تخاصرُها الرمالُ السودُ في قحط الفيافي..



من هنا اندلعتْ بحورُ الطيبِ..
والنارنجُ شبّاكُ اللقاءِ
وجنةُ الفردوسِ في تكوينها الصوفيِّ..
والحورُ الحواملُ بالتصافي.

ومن هنا.. ارتسمتْ على الأطيافِ سنبلةُ النضوجِ
ولاحقتنا اللعنةُ الرعناءُ بالسبعِ العجافِ.

هل تسمعون الصمت َ..
هذا الأفق ملتبسُ الجهاتِ..
الشرق مشتعلٌ..
وغرب الأرض مقفولٌ على سرر الجليدِ..
وكلُّ أغنيةٍ هراءٌ فادحٌ جداً..
وفوق مراقصِ النساكِ عربدة ُ التشافي.
هل تسمعون الجرحَ..
يا هلع النزيفِ المستباحِ..
الطفلُ في بلدي فراتُ القهرِ..
والقمحُ احتراقُ التيهِ ..
صُبّوا الزيتَ فوقَ مقابر الشهداءِ..
يا أهلي خرجتمْ من عباءاتِ الخضوعِ..
ومن تقاليدِ الخرافِ.

فاكتبوا غدنا بحبر الموتِ..
خُطّـوا وجهَنا قمراً لهذا الليلِ ..
هذا الشعر قرباني .. وكرسيُّ اعترافي.

من أنا ؟..
لا شيء قدام الفجيعة ِ
هاربٌ في الوقتِ..
مزدحمٌ
أراقب موتكم وجِلاً ويخجلني ارتجافي...
من أنا ؟..
لا شيء ..
لا أحداً..
جميعُ الواقفينَ على حدودِ الموت كفّـارٌ
زنادقةٌ..
وتجارُ انحرافِ..
كلّ هذا الشعر مسخرةٌ ..
وأصغر طفلةٍ تقضي أمام القصفِ أبلغُ من قصائدنا
وأقوى من رجالٍ غادروا المعنى ..
إلى ترف المنافي.

10-11-2012
الهفوف