من أنا

صورتي
السعودية, الرياض, Saudi Arabia
أنا ألف مخلوق غريب في جسدْ.. أنا كل هذا الكون حينا..ثم حينا.. لا أحــــــدْ.

السبت، 17 مارس 2012

ماذا دهاك؟؟؟؟؟


ماذا دهاكْ؟..
هذا أخوكَ، فكيفَ تغرسُ نصلكَ الطاغي
وتغتالُ أخاكْ؟..
أوَ لســتَ من ذاتِ البيوتِ الدالفاتِ
أبوكَ فلاحٌ ، وأمكَ تشعلُ التنورَ متعبةٌ
وأرضُكَ موطنُ الخيراتِ
يملكُها سواكْ؟..

ماذا دهاكْ؟..
هذا أخوكَ..
يقومُ عنكَ اليوم..
يطلبُ حقّـَهُ الشرعيَّ ..
أن يمشي بلا قيدٍ تأصّلَ في الوريدِ..
وأن يرى لو لحظةً قبلَ المماتِ
خروجَهُ الزاهي على صنفِ العبيدِ..
وأنْ يحلـّقَ في سماءِ الكونِ حراً
كالملاكْ..
هو ليس ميّالا إلى القتلِ..
فلا ترمي على جنحيهِ طغيان الشِّـباكْ..
لا تمتثلْ للكيدِ..
جـَنّـبْ أهلكَ الباكينَ هولَ المذبحــــهْ..
هذا أخوكَ..
فلا تكنْ بارودةَ الجلادِ..
حين تواجهُ النارُ اللعينةُ رفرفاتِ الأجنحةْ.

ماذا دهاكْ؟..
أوَ لستَ أقسمتَ الولاءَ لأجلِ أبناءِ الوطنْ؟..
أو لستَ من جندِ الوطنْ؟..
قل لي إذنْ..
كيف استحلتَ إلى هَلاكْ؟..
وإلى أجيرٍ مرتهنْ؟..
غيّرتَ بوصلةَ السلاحِ..
جمعتَ أهلكَ في كفنْ؟..

ماذا دهاكْ؟..
هذي بلادُكَ..
والذينَ تطالهمْ نارُ القذائفِ
همْ فراشاتُ البلادْ!..
أبناءُ عمّــكَ..
والرفاقُ على طريقِ المدرســـةْ..
جيرانُ حارتكَ الحزينةِ..
والنهاراتِ التي كانتْ قديماُ مشمسةْ..
همْ ودّعـــوك على الطريقِ وأنتَ تمضي
خادماً مجدَ العلمْ..
باللهِ كيفَ تردُّ طِيبَ قلوبهمْ بالحقدِ..
كيفَ تعودُ نحوَ بيوتهمْ..
لتصبّ نيرانَ العدمْ؟..
كانوا معاكْ..
هم زغردوا في عرسكَ الماضي
ورشّوا الوردَ حولكَ يا عريسْ..
إبحثْ بقلبكَ عن هويتكَ التي ضيّعتَ
إنكَ مثلهمْ في الطـَّيبِ
ما كنتَ الخسيسْ.
واخرجْ إلى الصحوِ
تأملْ في الوجوه الدامياتِ على رصيفِ البارحةْ.
سترى ملامحَكَ القتيلةَ بينهمْ رقدتْ..
فقمْ من موتكَ الملعونِ
كي تلقى غداً لو مُتَّ
محزوناً يقولُ على ثراكَ الفاتحةْ.

ماذا دهاكْ؟..
كنْ إبنَ أرضكَ..
وانتفضْ..
لتكونَ مرتاحَ الضميرِ..
ولا يفاجئك البكاءُ تجاهَ ما اقترفتْ يداكْ.
ماذا دهاكْ؟