من أنا

صورتي
السعودية, الرياض, Saudi Arabia
أنا ألف مخلوق غريب في جسدْ.. أنا كل هذا الكون حينا..ثم حينا.. لا أحــــــدْ.

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

سماء ســــابعـة




لو أن للأشجار أقداماً
ومقدرةً على التحليقِ والشكوى
وكتمانِ الحفيفْ..
كانتْ تغادرُ وحشةَ الصحراءِ والظلماءِ
تهجرُ كلَّ أرضٍ
صارَ يسكنُها الخريفْ.
هي مثلنا بشرٌ
وأكثرُ خضرةً من كلِّ أهلِ الأرضِ
تبدأ بذرةً..
تنمو جنيناً في رحيق التربةِ المعطاءِ
تومئُ لاشتعال الشمسِ..
تنهضُ نحوها كالطيرِ..
لكن لا تطيرُ..
وكم تتوقُ إلى الرفيفْ.
هي مثلنا..
لكن تحبُّ الأرضَ .. تعشقـُها
وتشعرُ كلَّ شــبرٍ فوقـَـها الحرم الشريفْ..

وإذا تموتُ.. مآلـُـها قبرانِ:
قبرٌ في الترابِ.. وآخرٌ همْـسُ الفضاءِ
كأنما هي لا تموتُ
جذورُها صخرُ العناقِ..
بذورُها الشوقُ الرهيفْ.
***
هي لا تموتُ..
وكم يقالُ جنازة الأشجار ميراثُ الحقولِ
وأنها لمّــا تموتُ
تظلُّ دهراً واقفــــةْ..

هي تخدعُ الأحياءَ والأمواتَ
تبقى في محطاتِ الرحيلِ
حقائباً ملأى عصافيرَ الجبال
وتغمضُ الأغصانَ ناطرةً مرورَ العاصفةْ..

ثم تعودُ لدورةِ الإنجابِ..
لا تمشي.. ولا تبقى ..
مسالكُها اشتباهُ الريحِ..
تعبرُ حائطَ المجهولِ..
ليستْ خائفةْ.
لو أننا الأشجارُ..
نغرسُ جذرَنا في الأرضِ
نجعلُ كلَّ نهرٍ عاكسَ المجرى
حكاياتِ النزيفْ...
كنا سننبشُ طلســمَ الترحــال.. والآمــالِ
أحجيةَ الرغيفْ..
لو أننا الأشجارُ..
نمشي دائماً للضوءِ..
نفرشُ صدرَنا سـجّـادةَ الصلواتِ..
لا نحني الجباهَ..
ولا يخاتلنا الركوعُ لســادةِ الظلمِ المخيفْ..
كنا جعلنا قبّـة الآذانِ..
ترنيمَ النواقيسِ .. الحياةّ الرائعــةْ.
كنا سندرك حينها المعنى وراء الواقعةْ..
كنا سنعلن ثورة المعنى على المبنى
بمحبرة القلوب الجائعةْ..
لو هذه الأشجارُ تمشي ..
كانت الراياتُ أجمعها عيوناً دامعــةْ..
كان الهتافُ جميعُهُ :
قوموا لنُسقطَ كذبةَ الفردوسِ
هذي الأرضُ جنّـتُنا..
جحيمُ الظالمين...
ورفـّــةُ الجنحينِ حين تكونُها الحريةُ الأغلى
ســماءٌ سابعةْ.